الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (12)

أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات من نور وجهه ، إن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة ، فيعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار واليوم ، فينظر فيه ثلاث ساعات ، فيطلع منها على ما يكره ، فيغضبه ذلك ، وأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش ، وسرادقات العرش ، والملائكة المقربون ، وسائر الملائكة ، وينفخ جبريل في القرن ، فلا يبقى شيء إلا سمعه إلا الثقلين : الجن والإِنس ، فيسبحونه ثلاث ساعات ، حتى يمتلئ الرحمن رحمة ، فتلك ست ساعات ، ثم يؤتى بما في الأرحام ، فينظر فيها ثلاث ساعات ، { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم } [ آل عمران : 6 ] { يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور } [ الشورى : 49 ] حتى بلغ ( عليم ) ، فتلك تسع ساعات ، ثم ينظر في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات ، { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم } [ الرعد : 26 ] فتلك اثنتا عشرة ساعة ، ثم قال : { كل يوم هو في شأن } [ الرحمن : 29 ] فهذا شأن ربكم كل يوم .