التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذۡ قُلۡتُمۡ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

قوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور } ذلك تذكير من الله لعباده ليذكروا نعمة الله عليهم وهي الإسلام . هذا الدين بسومه وشموله وكماله وما حواه من عقيدة وتشريع يصلح عليهما حال البشرية في الدنيا والآخرة . وكذلك أن يذكروا هذا النبي المكرم العظيم الذي أرسله الله للناس داعيا وبشيرا . النبي الرحيم الهدي الذي جاء يعلم الناس دينهم ويدعوهم إلى الحق والتوحيد والفضيلة والإخاء ليكونوا على مر الزمن إخوانا متحابين متعاونين .

وقوله : { وميثاقه الذي واثقكم به } الميثاق معناه العهد ، أي اذكروا العهد الذي التزمتم به للنبي صلى الله عليه وسلم وهو السمع له والطاعة في المنشط والمكره ومتابعته ومؤازرته في نشر دينه . وهذه هي البيعة التي كانوا يبايعون عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إسلامهم ، إذ كانوا يقولون : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله .

قوله : { واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور } اتقوا الله ، أي خافوه باجتناب نواهيه واتباع أوامره . وذلك وعيد من الله للمؤمنين الذين عاهدوا رسوله على السمع والطاعة وعلى مؤازرته في حمل رسالة الإسلام والاضطلاع بنشرها في الآفاق – وعيد لهم وتهديد أن ينقضوا هذا الميثاق الذي واثقهم به أو أن ينكثون ما قطعوه على أنفسهم من عهد بالمناصرة والتأييد سواء كان النكث في السر أو العلن . والله جل ثناؤه لا تخفى عليه خافية وهو سبحانه عليم بما يختلج في الضمائر من أسرار وخواطر{[914]} .


[914]:- تفسير الطبري ج 6 ص 90.