قوله سبحانه : { واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به } ، يعني بالإسلام يوم أخذ ميثاقكم على المعرفة بالله عز وجل والربوبية ، { إذ قلتم سمعنا وأطعنا } ، ذلك أن الله عز وجل أخذ الميثاق الأول على العباد حين خلقهم من صلب آدم ، عليه السلام ، فذلك قوله عز وجل : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } ( الأعراف : 172 ) على أنفسنا ، فمن بلغ منهم العمل ، وأقر لله عز وجل بالإيمان به ، وبآياته ، وكتبه ، ورسله ، والكتاب ، والملائكة ، والجنة ، والنار ، والحلال ، والحرام ، والأمر ، والنهى أن يعمل بما أمر ، وينتهي عما نهى ، فإذا أوفى لله تعالى بهذا ، أوفى الله له بالجنة . .
فهذان ميثاقان ، ميثاق بالإيمان بالله ، وميثاق بالعمل ، فذلك قوله سبحانه في البقرة : { سمعنا وأطعنا } ( البقرة : 285 ) ، سمعنا بالقرآن الذي جاء من عند الله ، وأطعنا الله عز وجل فيه ، وذلك قوله سبحانه في التغابن : { فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا } ( التغابن : 16 ) ، يقول : اسمعوا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله عز وجل ، وأطيعوا الله فيما أمركم ، فمن بلغ الحلم والعمل ولم يؤمن بالله عز وجل ولا بالرسول والكتاب ، فقد نقض الميثاق الأول بالإيمان بالله عز وجل ، وبما أخذ الله تعالى عليه حين خلقه وصار من الكافرين ، ومن أخذ الله عز وجل عليه الميثاق الأول ، ولم يبلغ الحلم ، فإن الله عز وجل أعلم به .
قال : وسئل عبد الله بن عباس عن أطفال المشركين ، فقال : لقد أخذ الله عز وجل الميثاق الأول عليهم ، فلم يدركوا أجلا ، ولم يأخذوا رزقا ، ولم يعملوا سيئة ، { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ( الإسراء : 15 ) ، وماتوا على الميثاق الأول ، فالله أعلم بهم ، { واتقوا الله } ، ولا تنقضوا ذلك الميثاق ، { إن الله عليم بذات الصدور } ، يعني بما في قلوبهم من الإيمان والشك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.