فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذۡ قُلۡتُمۡ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

{ ميثاقه } عهده الذي وثقتموه وأكدتموه .

{ ذات الصدور } صواحب الصدور ، وهي القلوب .

{ واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا }- يقول تعالى مذكرا عباده المؤمنين نعمته عليهم في شرعه لهم هذا الدين العظيم ، وإرساله إليهم هذا الرسول الكريم ، وما أخذ عليهم من العهد والميثاق في مبايعته على متابعته ومناصرته ومؤازرته ، والقيام بدينه ، وإبلاغه عنه ، وقبوله منه ، . . وهذه هي البيعة التي كانوا يبايعون عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إسلامهم ، كما قالوا : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ؛ وقال الله تعالى : ( وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين ) ( {[1693]} )-( {[1694]} ) .

{ واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور } وصية من ربنا الملك المهيمن بالتقوى ، وفاء بعهده ، وقياما ببعض حقه ، وحذرا من سرائرنا على توجه إلا إليه .


[1693]:من سورة الحديد. الآية 8.
[1694]:من تفسير القرآن العظيم.