فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذۡ قُلۡتُمۡ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

{ واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه لذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور ( 7 ) يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شانئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( 8 ) }

{ واذكروا نعمة الله عليكم } يعني ما أنعم به عليكم من النعم كلها وقيل هي الإسلام { وميثاقه الذي واثقكم به } الميثاق العهد قيل المراد به هنا ما أخذه على بني آدم كما قال : { وإذ أخذ ربك من بني آدم } الآية قال مجاهد وغيره ونحن وإن لم نذكره فقد أخبرنا الله به ، وقيل هو خطاب لليهود والعهد ما أخذه عليهم في التوراة .

وذهب جمهور المفسرين من السلف فمن بعدهم إلى أنه العهد الذي أخذه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة عليهم وهو السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وأضافه تعالى إلى نفسه لأنه عن أمره وإذنه كما قال : إنما يبايعون الله .

{ إذ قلتم } للنبي صلى الله عليه وسلم حين بايعتموه { سمعنا وأطعنا } أي وقت قولكم هذا القول { واتقوا الله } فيما أخذه عليكم من الميثاق فلا تنقضوه { إن الله عليم بذات الصدور } وهي ما تخفيه الصدور لكونها مختصة بها لا يعلمها أحد ولهذا أطلق عليها ذات التي بمعنى الصاحب ، وإذا كان سبحانه عالما بها فكيف بما كان ظاهرا جليا .