بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذۡ قُلۡتُمۡ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (7)

قوله تعالى : { واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ } يقول : احفظوا منن الله عليكم بإقراركم بوحدانية الله تعالى { وميثاقه الذي وَاثَقَكُم بِهِ } يعني يوم الميثاق حين أخرجهم من صلب آدم عليه السلام وقال : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بني آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ على أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ القيامة إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافلين } [ الأعراف : 172 ] هكذا قال في رواية الكلبي ومقاتل والضحاك . وقال بعضهم : هو الميثاق الجبلة والإدراك ، فكل من أدرك فقد أخذ عليه الميثاق ، وشهدت له خلقته وجبلته فصار ذلك كالإقرار منه ، ثم قال { إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } يوم الميثاق ، قلتم سمعنا قولك يا ربنا وأطعنا أمرك .

ثم قال : { واتقوا الله } في نقض العهد والميثاق { إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } ، يعني : عالم بسرائركم .