التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية وعدد آياتها عشرون وذكر في سبب نزول آياتها أن قريشا اجتمعت في دار الندوة فقالوا : سموا هذا الرجل اسما يصدر الناس – عنه - أي يصدرون عنه - فقالوا : كاهن ، قالوا : ليس بكاهن ، قالوا : مجنون ، قالوا : ليس بمجنون ، قالوا : ساحر ، قالوا : ليس بساحر . فتفرق المشركون على ذلك . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل عليه السلام فقال : { ياأيها المزّمل – ياأيها المدثر } .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ ياأيها المزّمل 1 قم الليل إلا قليلا 2 نصفه أو انقص منه قليلا 3 أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا 4 إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا 5 إنّ ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا 6 إن لك في النهار سبحا طويلا 7 واذكر اسم ربك وتبتّل إليه تبتيلا 8 رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا } .

المزمل ، أصله المتزمل . وهو المتلفف بثيابه . زمّله في ثوبه أي لفّه ، زمّلته بثوبه تزميلا فتزمّل ، أي لففته به فتلفف به . وزملت الشيء أي حملته . ومنه قيل للبعير الزاملة والهاء للمبالغة ، لأنه يحمل متاع المسافر{[4666]} فالمزمل هو المتلفف في ثيابه . وقد ذكر أن ذلك كان في ابتداء الوحي ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع قول الملك ونظر إليه هاله ذلك فأخذته منه رعدة فأتى أهله وقال : " زملوني دثروني فنزل قوله سبحانه : { ياأيها المزمّل } يعني يا من تلفف بثيابه أو في قطيفته . أو يا أيها النائم .


[4666]:المصباح المنير جـ 1 ص 274.