لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية قيل غير آيتين منها وهما قوله{ واصبر على ما يقولون } وقيل غير آية وهي{ إن ربك يعلم أنك تقوم } الآية وهي عشرون آية ومائتان وخمس وثمانون كلمة وثمانمائة وثمانية وثلاثون حرفا .

قوله عز وجل : { يا أيها المزمل } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصله المتزمل وهو الذي تزمل في ثيابه أي تلفف .

قال المفسرون كان النبي صلى الله عليه وسلم يتزمل في ثيابه أول ما جاءه جبريل فرقاً منه فكان يقول زملوني زملوني حتى أنس به . وقيل خرج يوماً من البيت وقد لبس ثيابه فناداه جبريل يا أيها المزمل ، وقيل معناه متزمل النبوة أي حاملها والمعنى زملت هذا الأمر فقم به واحمله فإنه أمر عظيم وإنما لم يخاطب بالنبي والرسول لأنه كان في أول الأمر ومبدئه ، ثم خوطب بالنبي والرسول بعد ذلك ، وقيل كان صلى الله عليه وسلم قد نام وهو متزمل في ثوبه فنودي يا أيها المزمل .