مكية وآياتها 20 ، إلا قوله : { إن ربك يعلم } إلى آخر السورة فمدني ، وقال جماعة هي مكية كلها .
قوله عز وجل : { يا أَيُّهَا المزمل } نداءٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال السهيلي : ( المُزَّمِّلُ ) اسمٌ مشتقٌ من حالتِه التي كَانَ عليها عليه السلام حينَ الخطابِ ، وكذلكَ ( المدَّثِّرُ ) ، وفي خطابِه بهذَا الاسْمِ فائِدَتان : إحداهما : الملاطفةُ فإنَّ العربَ إذا قَصَدَتْ ملاطَفَةَ المخاطَبِ ، وتَرْكَ معاتَبَتهِ سَمَّوْهُ باسم مشتقٍ من حالتِه ، كقوله عليه السلام لعلي حين غَاضَبَ فاطمةَ : ( قُمْ أبا تُرَابٍ ) ، إشعاراً له أنه غَيْرُ عاتبٍ عليه ، وملاطَفَةً له ، والفائدة الثانية : التنبيهُ لكلِّ مُتَزَمِّلٍ راقدٍ ليلَه ؛ لينتبهَ إلى قيامِ الليل وذكرِ اللَّه فيه ، لأنَّ الاسْمَ المشتق من الفعلِ ، يَشْتَرِكُ فيه معَ المخاطَب كلُّ مَنْ عَمِلَ بذلك العملِ ، واتَّصَفَ بتلك الصفةِ ، انتهى . والتَزَمُّلُ الاِلْتِفَافُ في الثياب ، قال جمهور المفسرين وهو في البخاري وغيره : " إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا جَاءَه المَلَكُ في غار حراء وَحَاوَرَه بما حَاوَرَه به ، رَجَعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى خَدِيجَةَ فَقَال : زَمِّلُوني زَمِّلُوني ؛ فنزلت «يأيها المدثر » " وعلى هذا نزلت «يأيها المزمل » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.