التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

قوله : { أو زد عليه } يعني أو زد عليه قليلا إلى الثلثين . فيكون المعنى : قم ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه . وبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم مخيرا في ذلك بين أمرين : بين أن يقوم أقل من نصف الليل ، وبين أن يختار أحد الأمرين ، وهما النقصان من النصف والزيادة عليه .

قوله : { ورتّل القرآن ترتيلا } الترتيل في القراءة معناه ، الترسّل فيها والتبيين يغير بغي{[4668]} والمعنى : اقرأ القرآن على ترسل وتمهل أو تؤدة . يتبيين حروفه وإشباع حركاته مع تدبر معانيه والابتهاج بجمال نظمه وجمال إعجازه . فلا يقرأه هذّا والهذّ معناه الهدرمة وهي السرعة في القراءة والكلام {[4669]} .

فما ينبغي لقارئ أن يقرأه على عجل ، غير متدبر ولا متذكر ولا مبتهج بل يقرأه متّئدا متمهلا وأن يحسّن الصوت في قراءته . وقد جاء في الحديث " زينوا القرآن بأصواتكم- وليس منا من لم يتغنّ بالقرآن- ولقد آوتي هذا مزمارا من مزامير آل دواد " يعني أبا موسى الأشعري . فقال : لو كنت أعلم أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا " .


[4668]:مختار الصحاح ص 232.
[4669]:مختار الصحاح ص 693.