المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارٗا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (50)

المعنى : قال يا أيها الكفرة المستعجلون عذاب الله عز وجل { أرأيتم إن أتاكم عذابه } ليلاً وقت المبيت ، يقال : بيت القوم القوم إذا طرقوهم ليلاً بحرب أو نحوها { أو نهاراً } لكم منه منعة أو به طاقة ؟ فماذا تستعجلون منه ، وأنتم لا قبل لكم به ؟ و «ما » ابتداء و «ذا » خبره ، ويصح أن تكون { ماذا } بمنزلة اسم واحد في موضع رفع بالابتداء وخبره الجملة التي بعده ، وضعف هذا أبو علي وقال : إنما يجوز ذلك على تقدير إضمار في { يستعجل } وحذفه كما قال [ أبو النجم ] : [ الرجز ]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كله لم أصنع{[6133]}

وزيدت ضربت قال : ويصح أن تكون { ماذا } في حال نصب ل { يستعجل } ، والضمير في { منه } يحتمل أن يعود على الله عز وجل ، ويحتمل أن يعود على «العذاب » .


[6133]:- هذا جزء من بيت لأبي النجم، والبيت بتمامه: قد أصبحت أم الخيار تدّعي عليّ ذنبا كله لم أصنع برفع (كل)، وبها يتم المعنى الصحيح لأنه أراد التبرؤ من جميع الذنب، ولو نصب (كل) لكان ظاهر قوله أنه صنع بعضه، وهذا هو حذف الضمير من الخبر، وهو قبيح، والتقدير: لم أصنعه، وقد سبق الاستشهاد به عند تفسير الآية (50) من سورة (المائدة).