غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارٗا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (50)

42

ثم زيف رأيهم في استعجال العذاب مرة أخرى فقال : { قل أرأيتم } أي أخبروني { إن أتاكم عذابه بياتاً } أي في حين الغفلة والراحة . { أو نهاراً } حين الاشتغال بطلب المعاش كما مر في أول الأعراف { ماذا يستعجل } أي شيء يستعجل { منه } أي من العذاب { المجرمون } وإنما لم يقل «ماذا يستعجلون منه » دلالة على موجب ترك الاستعجال وهو الإجرام ، لأن حق المجرم أن يخاف التعذيب على إجرامه وإن أبطأ مجيئه فضلاً عن أن يستعجله . و «من » للبيان أو للابتداء والمعنى أن العذاب كله مر المذاق موجب للنفار فأيّ شيء يستعجلون منه وليس شيء منه يوجب الاستعجال ؟ أو المراد التعجب كأنه قيل : أيّ شيء هائل شديد يستعجلون ؟ وقيل : الضمير في «منه » لله تعالى وجواب الشرط محذوف وهو تندموا على الاستعجال أو تعرفوا الخطأ فيه . و «ماذا » الجملة مفعول { أرأيتم } ويجوز أن يكون جواباً للشرط كقولك إن أتيتك ماذا تطعمني .

/خ60