تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارٗا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (50)

وقوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ) يقول ، والله أعلم : أي[ في الأصل وم : أية ] منفعة لكم إن أتاكم عذابه ؟ لا منفعة لكم في ذلك ، بل فيه ضرر لكم . فاستعجال ما لا منفعة فيه سفه وجهل ، يسفههم في سؤالهم العذاب ، ويخبر في قوله ( فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) أن عذاب الله إذا نزل ، وجاء وقته ، لا يملك أحد تقديمه ولا تأخيره ، ولا يحتمل استقدامه ولا استئخاره بالقدر والمنزلة كما لا يحتمل ذلك في الدنيا التقديم والتأخير بالشفاعة والفداء .

ويذكر عجزه في إنزال العذاب عليهم في قوله : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً ) .