قوله : { قل أرأيتم إن آتاكم عذابه بياتا أو نهارا } إلى قوله { تكسبون }{[31109]}[ 50-52 ] .
قوله : { منه المجرمون } الهاء : تعود على العذاب ، وقيل : على اسم الله عز وجل{[31110]} .
ويشهد لرجوعها على ( العذاب ) قوله : { ويستعجلونك بالعذاب }{[31111]} ، ويشهد لرجوعها على الله سبحانه قوله : { بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع }{[31112]} ، فإذا جعلتها عائدة على ( العذاب ) ، ( فما ) في موضع رفع بالابتداء ، وإذا جعلتها بمعنى ( الذي ) خبر ( ما ){[31113]} ويجوز أن تكون ( ما ) و( ذا ) شيئا واحدا في موضع رفع{[31114]} . والخبر في الجملة ، وإن جعلت ( الهاء ) تعود على اسم الله سبحانه وجعلت ( ما ) و( ذا ) اسما واحدا كانت ( ما ) في موضع نصب بمستعجل{[31115]} والمعنى : أي شيء يستعجل من الله المجرمون{[31116]} ، وإن جعلت ( ما ) اسما ، و( ذا ) بمعنى ( الذي ) كانت كالأولى{[31117]} : ابتداء وخبر{[31118]} .
وكون{[31119]} الهاء تعود على العذاب أحسن{[31120]} لقوله : { أثم إذا ما وقع آمنتم به }[ 51 ]{[31121]} .
والمعنى : قل لهم يا محمد : أرأيتم{[31122]} إن أتاكم هذا الذي تستعجلون به{[31123]} من العذاب ليلا أو نهارا ما يستعجل من نزول العذاب المجرمون ، وهم لا يقدرون على دفعه{[31124]} .
فمعنى الكلام : الإنكار عليهم لاستعجالهم بأمر ، لا يقدرون على دفعه إذا حل بهم . ثم قال تعالى : { أثم إذا ما وقع{[31125]} آمنتم به }[ 51 ] .
قال الطبري : ( أثم ) بمعنى ( هنالك ) إذا وقع{[31126]} العذاب بكم آمنتم بالله عز وجل . وليست عنده ، ثم{[31127]} التي للعطف{[31128]} ، وهو غلط منه{[31129]} . وإنما{[31130]} التي تكون بمعنى ( هنالك ) هي المفتوحة/ الثاء بمنزلة قوله : { وإذا رأيت ثم رأيت نعيما }{[31131]} . والتقدير عند غيره أنها ( ثم ) التي للعطف . وفي الكلام حذف . والتقدير : أتأمنون إذا نزل بكم العذاب ، فتؤمنون ثم يقال لكم : الآن آمنتم{[31132]} ، وقد كنتم تريدون استعجاله ، وحلوله بكم ، فلما عاينتم حلوله آمنتم حين لا ينفعكم{[31133]} الإيمان ، وهو مثل قوله : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده }[ 83 ] إلى قوله { بأسنا }[ 84 ]{[31134]} : أي : لم ينفعهم الإيمان عند معاينة العذاب . كذلك سنة الله عز وجل{[31135]} في الكافرين لا يقيلهم من كفرهم عند معاينتهم العذاب .
و( الآن ) عند الفراء أصلها : أوان{[31136]} ، ثم حذفت الهمزة الثانية منها ، وقلبت الواو ألفا ، ثم دخلت الألف{[31137]} واللام وبنيت على الفتح{[31138]} .
وقيل : أصلها ( الآن ) مثل ( حان ) ثم دخلتها الألف واللام ، وبقيت على فتحها مثل : ( قيل ، وقال ){[31139]} .
وقال الزجاج : لا يحسن هذا القول ، لأنه لو كان كذلك لم تدخل{[31140]} عليه الألف واللام{[31141]} ، كما لا تدخل على ( قيل ) .
وقال سيبويه : سبيل الألف واللام أن يدخلا لمعهود{[31142]} ، و( الآن ) : ليس بمعهود ، وإنما معناه : ( نحن في هذا الوقت نفعل كذا ، فلما تضمنت هذا بنيت على الفتح ){[31143]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.