جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارٗا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (50)

{ قل أرأيتم } أي : أعلمتم أو أخبروني ، { إن أتاكم عذابه بياتا } وقت بيات ، { أو نهارا } وقت اشتغالكم بطلب المعاش ، { ما ذا يستعجل منه المجرمون } متعلق بأرأيتم ومعناه التعجب والتهويل يعني أعلمتم إن أتاكم عذابه في حين غفلة أي شيء هول شديد يستعجلون من الله تعالى وإذا كان ضمير منه للعذاب فمن للبيان وهذا كقولك : أعلمت ماذا جنيت ؟ و جواب الشرط محذوف{[2185]} يدل عليه أعلمتم أي شيء يستعجلون ، وعدل عن الخطاب في يستعجلون إلى ذكر فاعله لإفادة أن تعلق الحكم باعتبار وصف الإجرام أو ماذا يستعجل جواب كقولك : إن لقيت أسدا ماذا تصنع ؟ ومجموع الشرط والجزاء متعلق بأرأيتم أو الاستفهام ليس للتعجب فحاصله أن العذاب كله مكروه فأي شيء يستعجلون منه وليس شيء منه يوجب الاستعجال .


[2185]:وهو ندموا على الاستعجال أو عرفوا خطأه وأمثال ذلك /منه.