المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (68)

والضمير في { قالوا } للكفار العرب وذلك قول طائفة منهم : الملائكة بنات الله ، والآية بعد تعم كل من قال نحو هذا القول كالنصارى ومن يمكن أن يعتقد ذلك من الكفرة ، و { سبحانه } : مصدر معناه تنزيهاً له وبراءة من ذلك ، فسره بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله { هو الغني } صفة على الإطلاق أي لا يفتقر إلى شيء من الجهات ، و «الولد » جزء مما هو غني عنه ، والحق هو قول الله تعالى { أنتم الفقراء إلى الله }{[6164]} ، وقوله { ما في السماوات } ، أي بالملك والإحاطة والخلق ، و { إن } نافية ، و «السلطان » الحجة ، وكذلك معناه حيث تكرر من القرآن{[6165]} ، ثم وقفهم موبخاً بقوله { أتقولون على الله ما لا تعلمون } ، .


[6164]:- من الآية (15) من سورة (فاطر).
[6165]:- [بهذا] من قوله سبحانه: {إن عندكم من سلطان بهذا} متعلق بمعنى الاستقرار وهو الذي تعلق به الظرف، قال ذلك الحوفي، وتبعه الزمخشري فقال: "الباء حقها أن تتعلق بقوله: {إن عندكم} على أن يجعل القول مكانا للسلطان، والتقدير: إن عندكم فيما تقولون سلطان". وقال أبو البقاء: "[بهذا] متعلق بـ [سلطان] أو نعت له".