الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (68)

قوله تعالى : { إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } : " إنْ " نافية و " عندكم " يجوز أن يكونَ خبراً مقدماً ، و " مِنْ سلطان " مبتدأ مؤخراً ، ويجوز أن يكونَ " مِنْ سلطان " مرفوعاً بالفاعلية بالظرف قبلَه لاعتمادِه على النفي ، و " مِنْ " مزيدةٌ على كلا التقديرين ، وبهذا يجوز أن يتعلَّقَ بسلطان لأنه بمعنى الحجة والبرهان ، وأن يتعلَّقَ بمحذوف صفةً له ، فيُحكمَ على موضعه بالجرِّ على اللفظ ، وبالرفعِ على المحل ؛ لأنَّ موصوفَه مجرور بحرفِ جرٍّ زائدٍ ، وأن يتعلق بالاستقرار . قال الزمخشري : " الباءُ حقُّها أن تتعلَّقَ بقوله : " إنْ عندكم " على أن يُجْعَلَ القولُ مكاناً للسلطان كقولك : " ما عندكم بأرضِكم مَوْزٌ " كأنه قيل : إنْ عندكم/ بما تقولون سُلْطان " . وقال الحوفي : " وبهذا " متعلقٌ بمعنى الاستقرار " ، يعني الذي تَعَلَّق به الظرف .