وقوله تعالى : ( قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ) قال بعضهم : أرادوا بقولهم ( اتخذ الله ولدا ) حقيقة الولد كقوله : ( ويجعلون لله البنات )[ النحل : 57 ] وقوله : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله )[ المائدة : 18 ] كذا [ وقوله ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله )[ التوبة : 30 ] كذا ، فنزه عز وجل نفسه عما يقولون بقوله : ( سبحانه هو الغني ) إنه لم يلد أحد ، ولا ولد هو من أحد . ولهذا قال : ( لم يلد ولم يولد )[ الإخلاص : 3 ] إذ في الشاهد لا يخلو إما أن يكون ولد من آخر أو والدا[ في الأصل وم : والد ] ، والخلق كله لا يخلو من هذا ، فأخبر أنه لم يلد هو أحدا ، ولا ولد من أحد .
وقوله تعالى : ( هو الغني له ما في السماوات والأرض ) تأويله ، والله أعلم ، أن في الشاهد من اتخذ ولدا إنما يتخذ لأحد وجوه ثلاثة : إما لحاجة تمسه ، أو لشهوة تغلبه ، أو لما يستنصر به على آخر مما يخافه . فإذا كان له ملك السموات والأرض وملك ما فيهما كلهم عبيده وإيماؤه فلا حاجة تقع له إلى الولد ؛ إذ هو الغني وله ملك السماوات والأرض .
ومن هذا وصفه فلا يحتاج إلى الولد ، ولأنه لا أحد كالشاهد يحتمل طبعه اتخاذ الولد من عبيده وإيمائه ، فإذا كان لله ، سبحانه ، الخلائق : كلهم عبيده وإماؤه ، كيف احتمل اتخاذ الولد منهم لو جاز ؟ لقد بينا إحالة[ في الأصل وم : إحالته ] ذلك وفساده ، ولأن الولد يكون من شكل الوالد ومن جنسه كالشريك يكون من شكل الشريك ومن جنسه ، فكان نفي الشريك نفي الولد لأن معناهما واحد ، وكل ذي شكل له ضد أو شكل فإنه لا ربوبية له ولا ألوهية .
وقال بعضهم : قولهم ( اتخذ الله ولدا ) لم يريدوا حقيقة الولد ولكن أرادوا منزلة الولد وكرامته ، فهو أيضا منفي عنه لأن من لا يحتمل الحقيقة ؛ أعني حقيقة الولد امتنع عن منزلته وكرامته لأن الحقيقة انتفت لعيب يدخل فيه . فإذا ثبتت له منزلة تلك الحقيقة والكرامة [ دخلت فيه عندئذ ][ في الأصل وم : دخل فيه عبيد ] الحقيقة .
وقوله تعالى : ( إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا ) قيل : ما عندكم من حجة على ما تقولون : إن له ولدا لأنهم كانوا أهل تقليد لآبائهم وأسلافهم ، وكانوا لا يؤمنون بالرسل والكتب والحجج . وإنما كان يستفاد من ذلك من جهة الرسالة والكتب وهم كانوا ينكرون ذلك .
وقوله تعالى : ( أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) /232-ب/ أي تقولون على الله : اتخذ الولد ما تعلمون أنه لم يتخذ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.