مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (68)

{ قَالُواْ اتخذ الله وَلَداً سبحانه } تنزيه له عن اتخاذ الولد وتعجب من كلمتهم الحمقاء { هُوَ الغني } علة لنفي الولد لأنه إنما يطلب الولد ضعيف ليتقوى به ، أو فقير ليستعين به ، أو ذليل ليتشرف به ، والكل أمارة الحاجة فمن كان غنياً غير محتاج كان الولد عنه منفياً ، ولأن الولد بعض الوالد فيستدعي أن يكون مركباً ، وكل مركب ممكن ، وكل ممكن يحتاج إلى الغير فكان حادثاً فاستحال القديم أن يكون له ولد { لَّهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض } ملكاً ولا تجتمع النبوة معه { إِنْ عِندَكُمْ مّن سُلْطَانٍ بهذا } ما عندكم من حجة بهذا القول ، والباء حقها أن تتعلق بقوله { إن عندكم } على أن يجعل القول مكانا ل { سلطان } كقولك «ما عندكم بأرضكم موز » كأنه قيل : إن عندكم فيما تقولون سلطان ، ولما نفى عنهم البرهان جعلهم غير عالمين فقال : { أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ