ثم حكى نوعاً آخر من أباطيلهم فقال : { قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه } وقد مر في «البقرة » . ولما نزه نفسه عن اتخاذ الولد برهن على ذلك بقوله : { هو الغني } وتقريره أن الغنى التام يوجب امتناع كونه ذا أجزاء ، وحصول الولد لا يتصور إلا بعد انفصال جزء منه يكون كالبذر بالنسبة إلى النبات ، وأيضاً إنما يحتاج إلى الولد وإلى توليد المثل الذي يقوم مقامه من يكون بصدد الانقضاء والانقراض فالأزلي القديم لا يفتقر إلى الولد ولا يصح له مثل . وأيضاً الغني لا يفتقر إلى الشهوة ولا إلى إعانة الولد ، ولو صح أن يتولد منه مثله لصح أن يكون هو أيضاً متولداً من مثله ولا يشكل هذا بالولد الأول من الأشخاص الحيوانية فإن المدعي هو الصحة لا الوقوع . ثم بالغ في البرهان فقال : { له ما في السموات وما في الأرض } وإذا كان الكل ملكه وعبيده فلا يكون شيء منها ولداً له لأن الأب يساوي الابن في الطبيعة بخلاف المالك . ثم زيف دعواهم الفاسدة فقال : { إن عندكم من سلطان بهذا } أي ما عندكم من حجة بهذا القول . قال في الكشاف : والباء حقها أن تتعلق بقوله : { إن عندكم } على أن يجعل القول مكاناً للسلطان كقولك : ما عندكم بأرضكم موز . كأنه قيل : إن عندكم فيما تقولون سلطان . أقول : كأنه نظر إلى أن استعمال الباء بمعنى «في » أكثر منه بمعنى «على » . ثم وبخهم على القول بلا دليل ومعرفة فقال : { أتقولون على الله ما لا تعلمون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.