الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (68)

ثم قال تعالى حكاية عن قوم الكفار : { قالوا اتخذ{[31299]} الله ولدا }[ 68 ] يعني : قولهم : إن الملائكة بنات الله{[31300]} .

سبحانه : أي : تنزيها له من ذلك ، ومن كل السوء . { هو الغني } : أي : الغني عن خلقه ، فلا حاجة له إلى{[31301]} ولد{[31302]} .

{ له ما في السموات وما في الأرض }[ 68 ] أي : يملك جميع ذلك ، فأي حاجة له إلى ولد ، وكيف يكون عبده ولدا له . وأيضا : فقد أقررتم أيها الجاهلون أنه لا شبه له ، ولا مثل ، وعلمتم أن الولد يشبه الوالد ، وأنه من جنس والده يكون . فواجب أن يكون الولد الذي ادعيتم مثل الوالد . فقد أوحيتم بذلك أن له مثلا ، وشبيها{[31303]} ، لأن ولدهثله . وإذا وجب ذلك زالت عنه صفة { ليس كمثله شيء }{[31304]} . وإذا زالت هذه الصفة عنه ، فقد نقصت صفاته عن الكمال . والناقص محدث ، ففي إيجابكم له الولد ، إيجابكم أنه محدث ، وتعطيل للربوبية ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . لا إله{[31305]} إلا هو ، لم يلد ولم يولد ، فلا شبيه له ولا مثيل{[31306]} ، ولا نظير . ليس كمثله شيء ، لا إله إلا هو .

قوله : { إن ( عندكم ){[31307]} من سلطان بهذا }[ 68 ] : أي : ما عندكم أيها القوم من حجة بقولكم{[31308]} . { أتقولون على الله ما لا تعلمون }[ 68 ] : أي : لا تعلمون{[31309]} حقيقته ، وصحته ، فتضيفون ذلك إلى من لا يجوز إضافته إليه بغير حجة ، ولا برهان{[31310]} .


[31299]:ط: مطموس.
[31300]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/145.
[31301]:ق: به للى.
[31302]:انظر هذا التفسير في: المصدر السابق.
[31303]:ق: وشبها.
[31304]:الشورى: 9.
[31305]:ق: ال نسختين معا إلا الله.
[31306]:ق: مثل
[31307]:ساقطة من ط.
[31308]:انظر هذا التوجيه في: غريب القرآن 198، وجامع البيان 15/145-146 ومعاني الزجاج 3/27.
[31309]:ساقط من ق.
[31310]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/146.