المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا} (111)

{ وعنت } معناه ذلت ، والعاني الأسير ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أمر النساء : «هن عوان عندكم{[8161]} » وهذه حالة الناس يوم القيامة . وقال طلق بن حبيب : أراد سجود الناس على الوجوه والآراب السبعة{[8162]} .

قال القاضي أبو محمد : وإن كان روي هذا أن الناس يوم القيامة سجوداً وجعل هذه الآية إخباراً فهو مستقيم وإن كان أراد سجود الدنيا فإنه أفسد نسق الآية ، و { القيوم } بناء مبالغة من قيامه عز وجل على كل شيء بما يجب فيه ، و { خاب } معناه لم ينجح ولا ظفر بمطلوبه ، والظلم يعم الشرك والمعاصي وخيبة كل حامل بقدر ما حمل من الظلم فخيبة المشرك على الإطلاق ، وخيبة المعاصي مقيدة بوقت وحد في العقوبة .


[8161]:هذا جزء كم خطبة الوداع، وقد أوصى فيها بالنساء، قال صلوات الله وسلامه عليه، كما في مسند الإمام أحمد، عن أبي حرة الرقاشي، عن عمه: (فاتقوا الله عز وجل في النساء؛ فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهن عليكم حقا ولكم عليهن حقا)،والحديث طويل، وقد أخرجه مسلم في الحج، وأبو داود في المناسك، والدرامي، وابن ماجه كذلك في المناسك، وأحمد (5 ـ 73).
[8162]:هكذا في الأصول، وفي بعض النسخ: "والآراب السبعة".