فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا} (111)

{ وعنت الوجوه للحي القيوم } أي ذلت وخضعت . قاله ابن الأعرابي وعن ابن عباس وقتادة مثله . وقال مجاهد : خشعت . وقال أبو العالية : خضعت ، وعن ابن عباس قال : وعنت الوجوه : الركوع والسجود ، قال الزجاج : معنى عنت في اللغة خضعت ، يقال عنا يعنوا عنوا إذا خضع وذل وأعناه غيره ؛ أي أذله ، ومنه قيل للأسير عان والجمع عناة ؛ وقيل هو من العناء بمعنى التعب ، وذكر الوجوه وأراد بها أصحابها ، وخص الوجوه بالذكر لأن الخضوع بها يتبين وأول ما يظهر فيها ؛ ثم قسمها إلى قسمين بقوله :

{ وقد خاب من حمل ظلما } أي خسر من حمل شيئا من الظلم ، وقيل هو الشرك ، وبه قال ابن جريج وقتادة .