الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا} (111)

قوله تعالى ذكره : { وعنت الوجوه للحي القيوم }[ 108 ] إلى قوله : { زدني علما }[ 111 ] .

قال ابن عباس : { عنت } ذلت أي : استسلمت{[45544]} .

وقال مجاهد : { عنت } خشعت{[45545]} .

وقال طلق بن حبيب{[45546]} : هو وضعك جبهتك وأنفك وركبتك وكفيك وأطراف قدميك في السجود{[45547]} فهذا يراد به أنها عنت في الدنيا ، والأقوال غير هذا يراد بها الآخرة .

وقال ابن زيد : { عنت } استأسرت للحي القيوم . أي : صاروا أسارى{[45548]} .

وقال الفراء{[45549]} : { عنت } الوجوه نصب وعملته ، والعاني الأسير .

وهذا قول أهل اللغة ، أن العاني الأسير ، سمي بذلك لأنه يذل ويخضع .

ومنه الحديث : ( النساء عندكم عوان } ومنه : افتتحت الأرض عنوة ، ومنه : عنيت فلانا{[45550]} .

ثم قال تعالى : { وقد خاب من حمل ظلما }[ 109 ] .

أي : قد خسر من حمل يوم القيامة شركا بالله ، قاله : قتادة وابن زيد وغيرهما{[45551]} .


[45544]:ز: استسلموا. وانظر: جامع البيان 16/216 وتفسير القرطبي 11/248 وتفسير ابن كثير 3/166 والدر المنثور 4/308 وفتح القدير 3/388.
[45545]:انظر: جامع البيان 16/216-217 والقرطبي 11/248-249.
[45546]:هو طلق بن حبيب العنزي، بصري صدوق عابد، رمي بالأرجاء ومات بعد التسعين. انظر: ترجمته في: ميزان العتدال 2/345 وتقريب التهذيب: 283 وتهذيب التهذيب 5/31.
[45547]:انظر: جامع البيان 16/216-217 والقرطبي 11/248-249.
[45548]:انظر: جامع البيان 16/217 والدر المنثور 4/308.
[45549]:انظر: معاني الفراء 2/192.
[45550]:انظر: زاد المسير 5/324 ومفردات الراغب 521.
[45551]:انظر: جامع البيان 16/217 والدر المنثور 4/308 وفتح القدير 3/388.