النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا} (111)

قوله عز وجل : { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ } فيه خمسة أوجه :

أحدها : أي ذلت ، قاله ابن عباس .

الثاني : خشعت ، قاله مجاهد . والفرق بين الذل والخشوع- وإن تقارب معناهما- هو أنّ الذل أن يكون ذليل النفس ، والخشوع : أن يتذلل لذي طاعة . قال أمية بن أبي الصلت :

وعنا له وجهي وخلقي كله *** في الساجدين لوجهه مشكورا

الثالث : عملت ، قاله الكلبي .

الرابع : استسلمت ، قاله عطية العوفي .

الخامس : أنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود ، قاله طلق بن حبيب .

{ الْقَيُّومِ } فيها ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنه القائم على كل نفس بما كسبت ، قاله الحسن .

الثاني : القائم بتدبير الخلق .

الثالث : الدائم الذي لا يزول ولا يبيد .

{ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } يعني شركاً .