السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا} (111)

ولما ذكر خشوع الأصوات أتبعه خضوع ذويها ، فقال : { وعنت الوجوه } أي : ذلت وخضعت في ذلك اليوم ، ويصير الملك والقهر لله تعالى دون غيره ، وخص الوجوه بالذكر مع أن المراد الأشخاص لشرف الوجوه ، ولأنها أول ما يظهر فيها الذل { للحي } الذي هو مطلع على الدقائق والجلائل { القيوم } الذي لا يغفل عن التدبير ومجازاة كل نفس بما كسبت ؛ روى ابن أسامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «اطلبوا اسم الله الأعظم في هذه السور الثلاث : البقرة وآل عمران ، وطه » ، قال الرازي : فوجدنا المشترك في السور الثلاث : الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم { وقد خاب } أي : خسر خسارة ظاهرة { من حمل ظلماً } قال ابن عباس : خسر من أشرك بالله ، والظلم الشرك .