المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٖ يَوۡمَئِذٖ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٖ} (47)

ثم أمر تعالى نبيه أن يأمرهم بالاستجابة لدعوة الله وشريعته ، وحذرهم إتيان يوم القيامة الذي لا يرد أحد بعده إلى عمل ، والذي لا ملجأ ولا منجى لأحد فيه إلا إلى العلم بالله تعالى والعمل الصالح في الدنيا ، فأخبرهم أنه لا ملجأ لهم ولا نكير . والنكير مصدر بمعنى الإنكار وهو بمنزلة عديدة الحي{[10169]} ونحوه من المصادر ، ويحتمل أن يكون من أبنية اسم الفاعل من نكر ، وإن كان المعنى يبعد به ، لأن نكر إنما معناه لم يميز وظن الأمر غير ما عهده .


[10169]:قيل: هو بمعنى: هات عذرا فيما فعل، قال ذو الإصبع العدواني: عذير الحي من عـــــدوا ن كانوا حية الأرض بغى بعضهم على بعض فلم يرعوا على بعض فقد أضحوا أحـــــــاديث برفع القول والخفض أي: هات عذرا فيما فعل بعضهم ببعض من التباعد والتباغض حتى صاروا أحاديث للناس بعد أن كانوا حية الأرض التي يخشاها كل الناس، وقد ذكر ابن عطية أن (النكير) مصدر مثل (عذير) ونحوه من المصادر.