البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٖ يَوۡمَئِذٖ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٖ} (47)

{ من قبل أن يأتي يوم } ، قيل : هو يوم ورود الموت ، والظاهر أنه يوم القيامة .

و { من الله } متعلق بمحذوف يدل عليه ما مر ، أي لا يرد ذلك اليوم من ما حكم الله به فيه .

وقال الزمخشري : { من الله } : من صلة للأمر ، انتهى .

وليس الجيد ، إذ لو كان من صلته لكان معمولاً له ، فكان يكون معرباً منوناً .

وقيل : { من الله } يتعلق بقوله : { يأتي } ، من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على رده .

{ ما لكم من ملجأ } تلجأون إليه ، فتتخلصون من العذاب ، ومالكم من إنكار شيء من أعمالكم التي توردكم النار ، والنكير مصدر أنكر على غير قياس .

قيل : ويحتمل أن يكون اسم فاعل للمبالغة ، وفيه بعد ، لأن نكر معناه لم يميز .