الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٖ يَوۡمَئِذٖ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٖ} (47)

ثم قال تعالى : { استجيبوا لربكم من قبل أن ياتي يوم لا مرد له من الله } أي أجيبوا أيها الناس داعي{[61082]} ربكم واتبعوه وآمنوا به من قبل أن يأتيكم يوم لا شيء يرد مجيئه إذا جاء ، وهو يوم القيامة .

{ مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير } أي : ما لكم يوم القيامة معقل تلجؤون{[61083]} إليه مما نزل بكم ، وما لكم من إنكار لما حل{[61084]} عليكم ولا تغيير{[61085]} .

قال مجاهد : { مالكم من ملجأ } أي : ( محرز ، { وما لكم من نكير } أي من ناصر{[61086]} . فيكون نكير بمعنى : ناكر ، أو : منكر .

وقيل : المعنى في { وما لكم من نكير } أي : ( لا تنكرون ما وقفتم عليه من أعمالكم ){[61087]} .

قال الزجاج : معناه : ليس لكم مخلص{[61088]} من العذاب ، ولا تقدرون أن تنكروا ما توقفون عليه من ذنوبكم ، ( ولا ما ){[61089]} ينزل بكم من العذاب{[61090]} .


[61082]:(ت): داع.
[61083]:(ت): تجلئون.
[61084]:(ت): حلل.
[61085]:(ت): تعير.
[61086]:انظر تفسير مجاهد 2/577 حيث ورد بلفظه، وجامع البيان 25/27، وجامع القرطبي 16/47.
[61087]:قاله النحاس في إعرابه 4/91.
[61088]:(ح): مخلصا.
[61089]:(ح): وما.
[61090]:انظر معاني الزجاج 4/402، وجامع القرطبي 16/47.