فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٖ يَوۡمَئِذٖ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٖ} (47)

ثم أمر سبحانه عباده بالاستجابة وحذرهم فقال : { اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ } أي استجيبوا دعوته لكم إلى الإيمان به وبكتبه ورسله { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ } أي لا يقدر أحد على رده ودفعه على معنى من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرده أحد ، ولا يرده الله بعد{[1472]} كالأليم بمعنى المؤلم ، أي لا تجدون يومئذ منكرا لما ينزل بكم من العذاب حكاه ابن أبي حاتم ، وقاله الكلبي وغيره : والأول أولى قال الزجاج . معناه أنهم لا يقدرون أن ينكروا الذنوب التي يوقفون عليها .


[1472]:سقط من الأصل: أن حكم به على عباده ووعدهم به، والمراد به يوم القيامة، أي يوم الموت {ما لكم من ملجأ يومئذ} تلجأون إليه {وما لكم من نكير} أي إنكار، يعني بل تعترفون بذنوبكم لأنها مدونة في صحائفكم وتشهد بها عليكم جوارحكم، وقال مجاهد: ما لكم من ناصر ينصركم، وقيل: النكير بمعنى المنكر.