معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22)

قوله تعالى : { لو كان فيهما } يعني : في السماء والأرض ، { آلهة إلا الله } يعني : غير الله { لفسدتا } لخربتا وهلك من فيهما بوجود التمانع من الآلهة لأن كل أمر صدر عن اثنين فأكثر لم يجز على النظام ، ثم نزه نفسه فقال : { فسبحان الله رب العرش عما يصفون } أي عما يصفه به المشركون من الشريك والولد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22)

ثم بين تعالى أمر التمانع بقوله { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدنا }{[8204]} وذلك بأنه كان يبغي بعضهم على بعض ويذهب بما خلق ، واقتضاب القول في هذا أن الإلهين لو فرضنا فوقع بينهما الاختلاف في تحريك جرم وتسكينه فمحال أن تتم الإرادتان ومحال أن لا تتم جميعاً ، وإذا تمت الواحدة كان صاحب الأخرى عاجزاً ، وهذا ليس بإله ، وجواز الاختلاف عليهما بمنزلة وقوعه منهما ونظر آخر وذلك أن كل جزء يخرج من العدم إلى الوجود فمحال أن يتعلق به قدرتان ، فإذا كانت قدرة أحدهما موجدة بقي الآخر فضلاً لا معنى له في ذلك الجزء ، ثم يتمادى النظر هكذا جزءاً جزءاً ثم نزه تعالى نفسه عما وصفه أهل الجهالة والكفر .


[8204]:قال الكسائي وسيبويه: [إلا] هنا بمعنى (غير)، فلما جعلت (إلا) في موضع(غير) أعرب الاسم بعدها بإعراب (غير)، كما قال الشاعر: وكل أخ مفارقه أخوه لعمرو أبيك إلا الفرقدان= وقال الفراء: [إلا] هنا في موضع (سوى)، والمعنى: لو كان فيهما آلهة سوى الله لفسدتا.