نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22)

ولما كان الجواب قطعاً : لم يتخذوا آلهة بهذا الوصف ، ولا شيء غيره سبحانه يستحق وصف الإلهية ، أقام البرهان القطعي على صحة نفي إله غيره ببرهان التمانع ، وهو أشد برهان لأهل الكلام فقال : { لو كان فيهما } أي في{[50645]} السماوات والأرض ، أي في تدبيرهما .

{[50646]}ولما كان الأصل فيما بعد كل من " إلا " و " غير " أن يكون من جنس ما قبلهما وإن كان مغايراً له في العين ، صح وضع كل منهما موضع الآخر ، واختير هنا التعبير بأداة الاستثناء والمعنى للصفة إذ هي تابعة لجميع منكور غير محصور الإفادة إثبات الإلهية له سبحانه مع النفي عما عداه ، لأن { لولا } - لما فيها من الامتناع - مفيدة للنفي ، فالكلام في قوة أن يقال " ما فيهما{[50647]} " { ءالهة إلا الله } أي مدبرون غير من تفرد بصفات الكمال{[50648]} ، ولو{[50649]} كان فيهما آلهة غيره { لفسدتا } لقضاء العادة بالخلاف بين المتكافئين المؤدي إلى ذلك ، ولقضاء العقل بإمكان الاختلاف اللازم منه إمكان التمانع اللازم منه إمكان عجز أحدهما اللازم منه{[50650]} أن لا يكون إلهاً لحاجته ، وإذا انتفى الجمع ، انتفى الاثنان من باب الأولى ، لأن الجمع كلما زاد حارب بعضهم بعضاً فقل الفساد كما نشاهد{[50651]} .

{[50652]}ولما أفاد هذا الدليل أنه لا يجوز أن يكون المدبر لها إلا واحداً ، وأن ذلك الواحد لا يكون إلا الله قال{[50653]} : { فسبحان الله } أي فتسبب عن ذلك تنزه المتصف{[50654]} بصفات الكمال { رب العرش } أي{[50655]} {[50656]}الذي هو نهاية المعلومات من الأجسام{[50657]} ، ورب ما دونه من السماوات والأراضي وما فيهما{[50658]} المتفرد بالتدبير ، كما يتفرد الملك الجالس على السرير { عما يصفون* } مما{[50659]} يوهم نقصاً ما ، ثم علل ذلك بقوله : { لا يسأل } . .


[50645]:زيد من مد.
[50646]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50647]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50648]:العبارة من هنا إلى "غيره" ساقطة من ظ.
[50649]:من مد وفي الأصل: لما.
[50650]:زيد من ظ ومد.
[50651]:زيد من مد.
[50652]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50653]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50654]:من ظ ومد، وفي الأصل: المنعم.
[50655]:زيد ما بين الحاجزين من مد.
[50656]:العبارة من هنا إلى "نهاية الأجسام" ساقطة من ظ.
[50657]:من مد، وفي الأصل: الأجساد.
[50658]:زيد ما بين الحاجزين من مد.
[50659]:من ظ ومد وفي الأصل: عما