{ لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } إبطال لتعدد الآلهة ؛ وضمير{ فيهما } للسماء والأرض ، والمراد بهما : العالم كله علويه وسفليه . . . {[2124]}اه ؛ قال الكسائي وسيبويه : { إلا } بمعنى غير . . وحكى سيبويه : لو كان معنا رجل إلا زيد لهلكنا ؛ وقال الفراء : { إلا } هنا في موضع : سوى ، والمعنى : لو كان فيها آلهة سوى الله لفسد أهلهما ؛ أي : لو كان فيهما إلهان لفسد التدبير ؛ لأن أحدهما إن أراد شيئا والآخر ضده كان أحدهما عاجزا ؛ - وقد يقال : إن { إلا } في هذه المادة لا يمكن أن تكون للاستثناء ، لأنا لو حملناها على الاستثناء لصار المعنى : لو كان فيهما آلهة ليس معهم الله . . . وهذا يوجب بطريق المفهوم أنه لو كان فيهما آلهة معهم الله لم يحصل الفساد ؛ وللمفسرين في تفسير الآية طريقان : أحدهما –حمل الغائب على الشاهد ، المعنى : لو كان يتولاهما ويدبر أمرهما آلهة غير الواحد الذي الذي هو فاطرهما { لفسدتا } وفيه دلالة على أمرين : الأول وجوب أن لا يكون مدبرهما إلا واحدا ؛ والثاني أن لا يكون ذلك الواحد إلا إياه . . . وإنما وجب الأمران لعلمنا أن الرعية تفسد بتدبير الملكين لما يحدث بينهما من التغالب والتناكر والاختلاف ؛ وثانيهما طريق التمانع . . { فسبحان الله رب العرش عما يصفون } من الأنداد والشركاء ؛ فتكون هذه الآية نظيرة قوله : { ضرب ا الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا . . . ){[2125]} ؛ وفيه قول زيد ابن عمرو بن نفيل :
أربا واحدا أم ألف رب *** أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعا *** كذلك يفعل الرجل البصير {[2126]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.