الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22)

ثم قال تعالى : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }[ 22 ] .

أي : لو كان في السماوات والأرض آلهة غير الله . و( إلا ) بمعنى : غير : فاعرب الاسم الذي بعد ( إلا ) كإعراب ( غير ) لو ظهرت فرفع . هذا مذهب البصريين وسيبويه{[45853]} .

وقال الفراء{[45854]} : ( إلا ) بمعنى سوى . ومعنى الآية : لو كان المعبود آلهة أو إلهين لفسد التدبير ، لأن أحدهما يريد ما لا يريد الآخر ، فإذا تم ما أراد أحدهما ، عجز الآخر .

والعاجز لا يكون إلها . وإذا فسد وجود إلهين أو آلهة ، ولم يكن بد من خالق مقدر للأشياء ، يقدم المقدم منها ، ويؤخر المؤخر منها ، ويوجدها بعد عدمها ، ثبت أنه واحد .

ثم قال تعالى : { فسبحان الله رب العرش عما يصفون }[ 22 ] أي : فتنزيه لله تعالى وتبرئة له عما يفتري عليه هؤلاء المشركون من الكذب .


[45853]:انظر: الكتاب 1/370.
[45854]:انظر: معاني الفراء 2/200.