جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22)

{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ } أي : غير الله ، صفة لا بدل الفساد المعنى واللفظ{[3249]} ، قال صاحب المغنى{[3250]} : إذا اختلف الموصوف والصفة إفرادا أو غيره : فالوصف للتأكيد لا للتخصيص ، كما قالوا : عندي عشرة إلا درهما ، لزم عليه تسعة ، ولو قال : إلا درهم بالرفع فقد أقر له بعشرة ، فمعنى الآية : لو كان الإله غير واحد البتة ، والصفة تأكيد ، لأن كل متعدد غير واحد البتة ، { لَفَسَدَتَا } لأن الملك يفسد بتدبير مالكين لما يحدث بينهما من الاختلاف والتمانع عادة ، { فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ{[3251]} } : المحيط بجميع الأجسام ، { عَمَّا يَصِفُون } : من الشريك والولد ،


[3249]:أما فساد المعنى، فلأن المراد نفي التعدد مطلقا، ولو كان مستثنى لكان المعنى، لو كان فيهما الآلهة المستثنى منهم الله لفسدتا، فلو كان الله فيهم لم يفسدوا، وأما فساد اللفظ، فلأن المستثنى يجب أن يكون داخلا البتة في المستثنى منه، لو لم يؤت بالمستثنى والله لا يجب أن يكون داخلا في آلهة /12 منه.
[3250]:هذا النقل إشارة إلى دفع إشكال على ما قررناه من أنه صفة، وهو أن حقيقة معناه حينئذ لو كان فيهما من الإله متعدد غير واحد ولا شك لأحد أن المتعدد غير الواحد فالصفة حشو /12 منه. قال على القارئ: وأما القول التفتازاني: الآية حجة إقناعية، فالمحققون كالغزالي وابن الهمام ما قنعوا بالإقناعية، بل جعلوها من الحقائق القطعية، بل قيل يكفر قائلها. انتهى /12.
[3251]:فسبحان الله رب العرش الذي استوى عليه، وهو محيط بجميع الأجسام فلا يمكن أن يكون الإله في الأرض /12.