مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22)

{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةٌ إِلاَّ الله } أي غير الله وصفت الهة ب «إلا » كما وصفت ب «غير » لو قيل الهة غير الله ، ولا يجوز رفعه على البدل لأن «لو » بمنزلة «إن » في أن الكلام معه موجب والبدل لا يسوغ إلا في الكلام غير الموجب كقوله تعالى { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امرأتك } [ هود : 81 ] ولا يجوز نصبه استثناء لأن الجمع إذا كان منكراً لا يجوز أن يستثنى منه عند المحققين لأنه لا عموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء ، والمعنى لو كان يدبر أمر السماوات والأرض آلهة شتى غير الواحد الذي هو فاطرهما { لَفَسَدَتَا } لخربتا لوجود التمانع وقد قررناه في أصول الكلام .

ثم نزه ذاته فقال { فسبحان الله رَبّ العرش عَمَّا يَصِفُونَ } من الولد والشريك .