معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

قوله تعالى : { كذلك يوحي إليك } وقرأ ابن كثير يوحى بفتح الحاء وحجته قوله : { أوحينا إليك } { وإلى الذين من قبلك } ( الزمر-65 ) ، وعلى هذه القراءة . قوله ، { الله العزيز الحكيم } تبين للفاعل كأنه قيل : من يوحي ؟ فقيل : الله العزيز الحكيم ، وقرأ الآخرون يوحي بكسر الحاء ، إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم . قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : يريد أخبار الغيب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

والكاف في قوله : { كذلك } نعت لمصدر محذوف ، والإشارة بذلك تختلف بحسب الأقوال في الحروف .

وقرأ جمهور القراء : «يوحي » بالياء على إسناد الفعل إلى الله تعالى ، وهي قراءة الحسن والأعرج وأبي جعفر والجحدري وعيسى وطلحة والأعمش . وقرأ أبو حيوة والأعشى عن أبي بكر عن عاصم : «نوحي » : بنون العظمة ، ويكون قوله : { الله } ابتداء وخبره : { العزيز } ويحتمل أن يكون خبره : { له ما في السماوات } . وقرأ ابن كثير وحده : «يوحَى » بالياء وفتح الحاء على بناء الفعل للمفعول ، وهي قراءة مجاهد ، والتقدير : يوحى إليك القرآن يوحيه الله ، وكما قال الشاعر :

ليبك يزيد ضارع لخصومة{[10106]}

ومنه قوله تعالى : { يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال }{[10107]} .

وقوله تعالى : { وإلى الذين من قبلك } يريد من الأنبياء الذين نزلت عليهم الكتب .


[10106]:هذا هو الشطر الأول من بيت نسبه سيبويه للحارث بن نهيك، ونسبه صاحب خزانة الأدب لنهشل بن نحري، والبيت تمامه: ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح وقد سبق الاستشهاد به عن تفسير قوله تعالى في سورة النور {يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال} راجع الجزء العاشر صفحة (515 هامش 4) من هذا التفسير. والشاهد في البيت أن (ضارع) فاعل لفعل مقدر يفهم من قوله: (ليبك)، كما أن قوله تعالى [رجال] في آية سورة النور فاعل لفعل مضمر دل عليه الظاهر، تقديره: يسبحه رجال.
[10107]:من الآيتين (36، 37) من سورة (النور).