قوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةً } أي : شرك ، قال الربيع : حتى لا يفتن مؤمن عن دينه .
قوله تعالى : { ويكون الدين كله لله } ، أي : ويكون الدين خالصاً لله لا شرك فيه .
قوله تعالى : { فإن انتهوا } ، عن الكفر .
قوله تعالى : { فإن الله بما يعملون بصير } ، قرأ يعقوب : ( تعملون ) بالتاء ، وقرأ الآخرون بالياء .
وقوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } الآية ، أمر من الله عز وجل فرض به على المؤمنين أن يقاتلوا الكفار ، و «الفتنة » قال ابن عباس وغيره معناها الشرك ، وقال ابن إسحاق : معناها حتى لا يفتن أحد عن دينه كما كانت قريش تفعل بمكة بمن أسلم كبلال وغيره ، وهو مقتضى قول عروة بن الزبير في جوابه لعبد الملك بن مروان حين سأله عن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً{[5347]} ، وقوله { ويكون الدين كله لله } أي لا يشرك معه صنم ولا وثن ولا يعبد غيره ، وقال قتادة حتى تستوسق{[5348]} كلمة الإخلاص لا إله إلا الله .
قال القاضي أبو محمد : وهذه المعاني تتلازم كلها ، وقال الحسن : حتى لا يكون بلاء ، وهذا يلزم عليه القتال في فتن المسلمين الفئة الباغية ، على سائر ما ذكرناه من الأقوال يكون المعتزل في فسحة ، وعلى هذا جاء قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه أما نحن فقد قاتلنا حتى لم تكن فتنة ، وأما أنت وأصحابك فتزيدون أن نقاتل حتى تكون فتنة .
قال القاضي أبو محمد : فمذهب عمر أن «الفتنة » الشرك في هذه الآية وهو الظاهر ، وفسر هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله »{[5349]} ، ومن قال المعنى حتى لا يكون شرك فالآية عنده يريد بها الخصوص فيمن لا يقبل منه جزية ، قال ابن سلام : وهي في مشركي العرب ، ثم قال الله تعالى : { فإن انتهوا } أي عن الكفر فإن الله بصير بعملهم مجاز عليه ، عنده ثوابه وجميل المعاوضة عليه{[5350]} وقرأ يعقوب بن إسحاق وسلام بن سليمان «بما تعملون » بالتاء أي في قتالكم وجدكم وجلادكم عن دينه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.