الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (39)

قوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } إلى قوله : { نعم المولى ونعم النصير }[ 39 ، 40 ] .

المعنى : إن الله ( عز وجل ){[27419]} ، أمر المؤمنين بقتالهم لئلا تكون { فتنة } ، أي : شرك . ف " الفتنة " هنا : الشرك{[27420]} ، ولا يعبد{[27421]} إلا الله سبحانه .

وقال قتادة : المعنى : حتى يقال : لا إله إلا الله{[27422]} .

وقال الحسن : { فتنة } : بلاء{[27423]} .

وقال ابن إسحاق معناه : حتى لا يفتن مؤمن عن دينه ، ويكون التوحيد لله خالصا{[27424]} .

{ إن ينتهوا }[ 39 ] .

أي : عن الفتنة ، وهي : الشرك ، فإن الله لا يخفى عليه عملهم{[27425]} .


[27419]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[27420]:تأويل مشكل القرآن 473، والأشباه والنظائر للثعالبي 222، ووجوه ونظائر ابن الجوزي 478.
[27421]:في "ر": ولا يعبدوا، وهو تحريف. انظر: جامع البيان 13/537.
[27422]:في المخطوطتين: حتى لا يقال إلا الله، وهو تحريف سيء. وأثبت ما في جامع البيان 13/538. وتمام نصه: "عليها قاتل نبي الله صلى الله عليه وسلم، وإليها دعا".
[27423]:التفسير 1/403، وجامع البيان 13/538، والمحرر الوجيز 2/527.
[27424]:سيرة ابن هشام 1/672، وتمام نصه: "ليس له فيه شريك، ويخلع ما دونه من الأنداد"، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1701، وتفسير ابن كثير 2/309، من دون "ويكون التوحيد لله خالصا".
[27425]:جامع البيان 13/543، بتصرف.