فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (39)

{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } أي شرك قاله ابن عباس ، وقيل بلاء قاله الحسن ، وقد فسرها جمهور السلف بالكفر ، وقال محمد بن إسحاق : بلغني عن الزهري عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا المعنى حتى لا يفتن مسلم عن دينه ، وقد تقدم تفسير هذا في البقرة مستوفى ، والجملة معطوفة على " قل للذين " لما كان الغرض من الثاني تحريض المؤمنين على القتال جاء بالجمع فخوطبوا جميعا .

{ ويكون الدين كله } أي الطاعة والعبادة كلها { لله } خالصة دون غيره وقال قتادة : حتى يقال لا إله إلا الله عليه قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإليه دعا ، وقيل يضمحل عنهم كل دين باطل ، ويبقى فيهم دين الإسلام وحده والمعاني متقاربة .

{ فإن انتهوا } عما ذكر من الشرك وافتتان المؤمنين وإيذائهم { فإن الله بما يعملون } بالتحتية باتفاق السبعة ، وقرأ بالفوقية يعقوب من العشرة { بصير } لا يخفى عليه ما وقع منهم من انتهاء فيجازيهم به .