محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (39)

39 { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير }

{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } أي شرك أو إضلال لغيرهم ، وفتن منهم للمؤمنين عن دينهم { ويكون الدين كله لله } أي يخلص التوحيد لله ، فلا يعبد غيره { فإن انتهوا } أي عن الكفر والمعاصي ظاهرا { فإن الله بما يعملون } أي ببواطنهم { بصير } أي فيجازيهم ، وعليه حسابهم ، فكفوا عنهم ، وإن لم تعلموا ببواطنهم . كقوله تعالى : { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم . . . } {[4373]} الآية - وفي الآية الأخرى { فإخوانكم في الدين } {[4374]} وفي الصحيحين{[4375]} عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل " . وفي ( الصحيح ) {[4376]} " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسامة : لما علا ذلك الرجل بالسيف ، فقال : لا إله إلا الله ، فضربه فقتله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لأسامة ، أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ، فكيف تصنع ب ( لا إله إلا الله ) يوم القيامة ؟ فقال : يا رسول الله إنما قالها تعوذا ، فقال : هلا شققت عن قلبه ؟ وجعل يقول ويكرر عليه : من لك ب ( لا إله إلا الله ) يوم القيامة ؟ قال أسامة : حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ " .


[4373]:9 / التوبة / 5.
[4374]:23 / الأحزاب / 5.
[4375]:أخرجه البخاري في : 2- كتاب الإيمان، 17- باب { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} حديث رقم 24 عن ابن عمر. وأخرجه مسلم في 1- كتاب الإيمان حديث رقم 36 (طبعتنا).
[4376]:أخرجه البخاري في 64- كتاب المغازي : 45 باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينةـ، حديث رقم 1920. وأخرجه مسلم في 1 كتاب الإيمان حديث رقم 158 (طبعتنا).