قوله تعالى :{ وقال الذين لا يرجون لقاءنا } أي : لا يخافون البعث ، قال الفراء : الرجاء بمعنى الخوف ، لغة تهامة ، ومنه قوله تعالى : { ما لكم لا ترجون لله وقار }أي : لا تخافون لله عظمة . { لولا أنزل علينا الملائكة } فتخبرنا أن محمداً صادق ، { أو نرى ربنا } فيخبرنا بذلك . { لقد استكبروا } أي : تعظموا . { في أنفسهم } بهذه المقالة ، { وعتوا عتواً كبيراً } . قال مجاهد : ( عتواً ) طغوا في القول والعتو : أشد الكفر وأفحش الظلم ، وعتوهم : طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به .
يقول تعالى مخبرا عن تَعَنُّت الكفار في كفرهم ، وعنادهم في قولهم : { لَوْلا أُنزلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ } {[21442]} أي : بالرسالة كما نزل{[21443]} على الأنبياء ، كما أخبر عنهم تعالى في الآية الأخرى : { قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ } [ الأنعام : 124 ] ، ويحتمل أن يكون مرادهم هاهنا : { لَوْلا أُنزلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ } فنراهم عيانا ، فيخبرونا أن محمدا رسول الله ، كقولهم{[21444]} : { أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا } [ الإسراء : 92 ] . وقد تقدم تفسيرها في سورة " سبحان " ؛ ولهذا قال{[21445]} : { أَوْ نَرَى رَبَّنَا } ولهذا قال الله تعالى : { لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا } . وقد قال [ الله ]{[21446]} تعالى : { وَلَوْ أَنَّنَا نزّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } [ الأنعام : 111 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.