وقوله : { لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنا21 }
لا يخافون لقاءنا وهي لغة تِهاميّة : يضعونَ الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحدٌ . من ذلكَ قوله { ما لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وقاراً } أي لا تخافون له عظمةً . وأنشدني بعضهم :
لا ترتجى حينَ تلاقى الذائدا *** أسَبْعةً لاقَتْ مَعاً أم وَاحِداً
يريد : لا تخاف ولا تبالي . وقال الآخر :
إذا لسعته النحل لم يَرْجُ لَسْعَها *** وَحالفَها في بيتِ نُوب عَوَامِلِ
يقال : نَوْب ونُوب . ويقال : أَوْب وأُوب من الرجوع قال الفراء : والنُوب ذكر النحل .
وقوله { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } جاء العُتوُّ بالواو لأنه مصدر مصرّح . وقال في مريم { أيُّهُمْ أَشَدُّ على الرحمن عِتِيّاً } فَمَنْ جَعَلَهُ بالواو كان مصدراً محضا . ومن جعله باليَاء قال : عات وعُتِيّ فلما جَمَعُوا بُني جَمْعهم على واحدهم . وجَاز أن يكون المصدر باليَاء أيضاً لأن المصْدر والأسماء تتّفق في هَذا المعنى : ألا ترى أَنهم يقولون : قاعد وقوم قعود ، وقعدت قعوداً . فلما استويا ها هُنا في القُعُود لم يبالوا أن يستويا في العُتو والعتيّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.