وقال الفراء : لا يرجون نشوراً لا يخافون ، وهذه الكلمة تهامية وهي أيضاً من لغة هذيل إذا كان مع الرجاء جحد ذهبوا به إلى معنى الخوف .
فتقول : فلان لا يرجو ربه يريدون لا يخاف ربه ، ومن ذلك { ما لكم لا ترجون لله وقاراً } أي لا تخافون لله عظمة وإذا قالوا : فلان يرجو ربه فهذا معنى الرجاء لا على الخوف .
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها *** وحالفها في بيت نوب عوامل
لا ترجى حين تلاقي الذائذا *** أسبعة لاقت معاً أم واحدا
ومن لازم الرجاء للثواب الخوف من العقاب ، ومن كان مكذباً بالبعث لا يرجو ثواباً ولا يخاف عقاباً ومن تأول لم يرج لسعها على معنى لم يرج دفعها ولا الانفكاك عنها .
فهو لذلك يوطن على الصبر ويجد في شغله فتأويله ممكن لكن الفراء وغيره نقلوا ذلك لغة لهذيل في النفي والشاعر هذلي ، فينبغي أن لا يتكلف للتأويل وأن يحمل على لغته .
{ لولا أنزل علينا الملائكة } فتخبرنا أنك رسول حقاً { أو نرى ربنا } فيخبرنا بذلك قاله ابن جريج وغيره .
وهذه كما قالت اليهود { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } وكقولهم أعني المشركين { أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً } وهذا كله في سبيل التعنت ، وإلاّ فما جاءهم به من المعجزات كاف لو وفقوا .
{ لقد استكبروا } أي تكبروا { في أنفسهم } أي عظموا أنفسهم بسؤال رؤية الله ، وهم ليسوا بأهل لها .
والمعنى أن سؤال ذلك إنما هو لما أضمروا في أنفسهم من الاستكبار عن الحق وهو الكفر والعناد الكامن في قلوبهم الظاهر عنه ما لا يقع لهم كما قال { إن في صدورهم إلاّ كبر ما هم ببالغيه } واللام في لقد جواب قسم محذوف و { عتوا } تجاوزوا الحد في الظلم ووصفه بكبير مبالغة في إفراطه أي لم يجسروا على هذا القول العظيم إلاّ لأنهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتو .
وجاء هنا { عتواً } على الأصل وفي مريم { عتياً } على استثقال اجتماع الواوين والقلب لمناسبة الفواصل .
قال ابن عباس { عتوا } كفروا أشد الكفر وأفحشوا .
قال الزمخشري : هذه الجملة في حسن استيفائها غاية في أسلوبها .
وجارة جساس أبأنا بنابها *** كليباً غلت ناب كليب بواؤها
في نحو هذا الفعل دليل على التعجب من غير لفظ تعجب ، ألا ترى أن المعنى ما أشدّ استكبارهم وما أكثر عتوهم وما أغلى نابا بواؤها كليب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.