ويصف المشركين بأنهم ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) . . والشرك ألوان وأنماط كثيرة . منهم من يشركون الجن ، ومنهم من يشركون الملائكة ، ومنهم من يشركون الأجداد والآباء . و منهم من يشركون الملوك والسلاطين . ومنهم من يشركون الكهان والأحبار . ومنهم من يشركون الأشجار والأحجار . ومنهم من يشركون الكواكب والنجوم . ومنهم من يشركون النار . ومنهم من يشركون الليل والنهار . ومنهم من يشركون القيم الزائفة والرغائب والأطماع . ولا تنتهي أنماط الشرك وأشكاله . . و ( كل حزب بما لديهم فرحون )بينما الدين القيم واحد لا يتبدل ولا يتفرق ، ولا يقود أهله إلا إلى الله الواحد ، الذي تقوم السماوات والأرض بأمره ، وله من في السماوات والأرض كل له قانتون .
وقوله : مِنَ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ وكانُوا شِيَعا يقول : ولا تكونوا من المشركين الذين بدّلوا دينهم ، وخالفوه ففارقوه وكانوا شِيَعا يقول : وكانوا أحزابا فرقا كاليهود والنصارى . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ وكانُوا شِيَعا : وهم اليهود والنصارى .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ وكانُوا شِيَعا إلى آخر الاَية ، قال : هؤلاء يهود ، فلو وجّه قوله مِنَ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ إلى أنه خبر مستأنف منقطع عن قوله : وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ وأن معناه : من الذين فرّقوا دِينَهُم وكانُوا شِيَعا أحزابا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ كان وجها يحتمله الكلام .
وقوله : كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ يقول : كل طائفة وفرقة من هؤلاء الذين فارقوا دينهم الحقّ ، فأحدثوا البدع التي أحدثوا بما لديهم فرحون . يقول : بما هم به متمسكون من المذهب ، فرحون مسرورون ، يحسبون أن الصواب معهم دون غيرهم .
{ من الذين فرقوا دينهم } بدل من المشركين وتفريقهم اختلافهم فيها يعبدونه على اختلاف أهوائهم ، وقرأ حمزة والكسائي " فارقوا " بمعنى تركوا دينهم الذي أمروا به . { وكانوا شيعا } فرقا تشايع كل إمامها الذي أضل دينها . { كل حزب بما لديهم فرحون } مسرورون ظنا بأنه الحق ، ويجوز أن يجعل فرحون صفة كل على أن الخبر { من الذين فرقوا } .
و «الشيع » الفرق واحدها «شيعة » ، وقوله { كل حزب بما لديهم فرحون } معناه أنهم مفتونون بآرائهم معجبون بضلالهم ، وذلك أضل لهم ، وقرأت فرقة «فارقوا دينهم » بالألف{[9316]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.