محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

{ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ } أي جعلوه أديانا مختلفة لاختلاف أهوائهم { وَكَانُوا شِيَعًا } أي فرقا { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } أي كل حزب منهم فرح بمذهبه ، مسرور ، يحسب باطله حقا .

قال القاشاني : يعني المفارقين الدين الحقيقي ، المتفرقين شيعا مختلفة ، كل حزب عند تكدر الفطرة ، وتكاثف الحجاب ، يفرح بما يقتضيه استعداده من الحجاب ، لكونه مقتضى طبيعة حجابه . فيناسب حاله من الاستعداد العارضي ، وإن لم يلائم الحقيقة بحسب الاستعداد . ولهذا يجب به التعذيب عند زوال العارض اه .