النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

قوله تعالى : { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ } أي أوقعوا فيه الاختلاف حتى صاروا فرقاً وقرئ { فَارَقُوا دِينَهُم } أي تركوه وقد قرأ بذلك علي رضي الله عنه وهي قراءة حمزة والكسائي وفيهم أربعة أقاويل :

أحدها : أنهم اليهود ، قاله قتادة .

الثاني : أنهم اليهود والنصارى ، قاله معمر .

الثالث : أنهم الخوارج من هذه الأمة ، وهذا قول أبي هريرة ورواه أبو أمامة مرفوعاً .

الرابع : أنهم أصحاب الأهواء والبدع ، روته عائشة مرفوعاً .

{ وَكَانُوا شِيَعاً } فيه وجهان :

أحدهما : فرقاً ، قاله الكلبي .

الثاني : أدياناً ، قاله مقاتل .

ويحتمل ثالثاً : أنهم أنصار الأنبياء وأتباعهم .

{ كُلُّ حِزْبٍ } أي فرقة .

{ بِمَا لَدَيْهِمْ فِرِحُونَ } أي بما عندهم من الضلالة .

{ فَرِحُونَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : مسرورون ، قاله الجمهور .

الثاني : معجبون ، قاله ابن زيد .

الثالث : متمسكون ، قاله مجاهد .