فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

{ من الذين فرقوا دينهم } باختلافهم فيما يعبدونه ، وهو بدل مما قبله بإعادة الجار .

{ وكانوا شيعا } الشيع : الفرق ، أي لا تكونوا من الذين تفرقوا فرقا في الدين ، يشايع بعضهم بعضا ، من أهل البدع والأهواء ، وقيل : المراد بهم اليهود والنصارى ، وقرئ فرقوا دينهم ، أي الذي يجب إتباعه وهو التوحيد ، وهي سبعية ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في آخر سورة الأنعام .

{ كل حزب } أي كل فريق منهم { بما لديهم } من الدين المبني على غير الصواب { فرحون } أي مسرورون مبتهجون يظنون أنهم على الحق وليس بأيديهم منه شيء ، والجملة اعتراض مقرر لما قبله من تفريقهم دينهم ، وكونهم شيعا .