فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

{ شيعا } فرقا .

{ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا } من أولئك الذين عبدوا أربابا شتى ، ولكل وثن أو إفك من يتابعه ويشايعه ، وكل شيعة من تلك الشيع تحسب أنها على شيء ، وتظن أنها هديت إلى ما ضل عنه الغير-{ وكانوا شيعا } أي فرقا تشايع كل فرقة إمامها الذي مهد لها دينها وقرره ووضع أصوله{ كل حزب بما لديهم } من الدين المعوج المؤسس على الرأي الزائغ والزعم الباطل{ فرحون } مسرورون ظنا منهم أنه حق-{[3342]} ، يقول صاحب تفسير غرائب القرآن . . . : { لا تبديل لخلق الله } نفي في معنى النهي ، ألا تبدلوا خلقه الذي فطركم عليه- . . . . وفيه فساد قول من زعم أن العبادة لتحصيل الكمال فإذا كمال العبد لم يبق عليه تكليف ، وفساد الصابئة وبعض أهل الشك أن الناقص لا يصلح لعبادة الله وإنما الإنسان عبد الكوكب ، والكواكب عبيد الله ، وفساد قول النصارى والحلولية : إن الله يحل في بعض الأشخاص كعيسى وغيره فيصير إلها-{[3343]} .


[3342]:روى ابن جرير- بسنده- عن أبي قلابة أن عمر قال لمعاذ: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث وهن المنجيات: الإخلاص وهو الفطرة{فطرة الله التي فطر الناس عليها} والصلاة وهي الملة، والطاعة وهي العصمة، ثم يتابع ابن جرير: وقوله:{لا تبديل لخلق الله} يقول: لا تغيير لدين الله، أي لا يصلح ذلك ولا ينبغي أن يفعل اهـ
[3343]:ما بين العارضتين منقول من روح المعاني.