الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

{ مِنَ الذين } بدل من المشركين «فارقوا دينهم » تركوا دين الإسلام . وقرىء : «فرّقوا دينهم » بالتشديد ، أي : حعلوه أدياناً مختلفة لاختلاف أهوائهم { وَكَانُواْ شِيَعاً } فرقاً ، كل واحدة تشايع إمامها الذي أضلها { كُلُّ حِزْبٍ } منهم فرح بمذهبه مسرور ، يحسب باطله حقاً - ويجوز أن يكون { مِنَ الذين } منقطعاً مما قبله ، ومعناه : من المفارقين دينهم كل حزب فرحين بما لديهم ، ولكنه رفع فرحون على الوصف لكل ، كقوله :

وَكُلُّ خَلِيلٍ غَيْرُ هَاضِمِ نَفْسِهِ ***